لايخجل محمد إسماعيل الصغير (67 سنة) من إظهار
إثر التعذيب فى جسده للأبناء والأحفاد،
بعد أن أسرته القوات الإسرائيلية أثناء حرب 73 المجيدة
بعد اقتحامهم لثغرة الدفرسوار
يحكى عم محمد لليوم السابع تفاصيل 45 يوماً من الجحيم
ومدى تحكم الضابطة الإسرائيلية فيه، قائلا: "ما زلت أذكرها
وأذكر ملامح وجهها وأكرهها وأحتقرها صارخاً بعصاه
أمام أحفاده أهانوا جدكم فاكرهوهم كره الموت
يتحدث عم محمد بلهجته الصعيدية الواضحة قائلا :"كنت
فى المؤخرة وقضيت فى الجيش المصرى 6 أعوام
وفى الحرب كانت الأوامر تقضى بإعطاء الأسلحة للمؤخرة،
كنت مشغولاً بحمل أحد الجنود المصريين
بعد أن اخترقت رصاصة بطنه
وحملته مسافة كيلو فى منطقة الكيلو 7 فى السويس،
وتم إيقافى من قبل الإسرائيليين أنا وجثة صديقى التى كنت أحمله،
وأوقوفونى بعد مشاهدتى لاقتحامهم الثغرة وقيام شارون بوحشية
بذبح الجنود المصريين، اقتادونى أنا والجثة لسيارات حملتنا
من الساعة 8 صباحاً حتى وصلنا إلى حيفا بإسرائيل
الساعة 10 صباحاً اليوم الثانى،
وقالوا لنا فى العربة حظكم حلو فلو أسرناكم
منذ أسبوع من الاقتحام لقتلناكم وذبحناكم
ويكمل عم محمد بمرارة العلقم قائلا :"أخذوا جثة زميلى منى
وأخذونى إلى الأسر مع الجنود المصريين، وعلى مدار 13 يوماً
منعوا عنى الطعام، وبعدها كان عسكرى الخدمة يرمى عيش الفينوا
لنتقاتل عليه ومن يجد رغيفاً يأكل
ومن لا يجد يستعمل قوته فى الزحف نحو الرغيف الملقى
وفى بداية اليوم الأول للأسر يقول عم محمد : قاموا بحقننا بحقن
لنتحول إلى نساء وتموت فينا قوتنا الجنسية،
ثم يستطرد ضاحكا: "أصل معسكرهم كان معظمه بنات
وباين كانوا خايفين عليهم
ويستمر عم محمد قائلا : "كانت الضابطة ذات الشعر الأشقر
تقوم يومياً بالتلذذ فى ضربنا بالسوط وكانت تضحك بصوتها العال جداً
إذا صرخ أحد فينا وكانت لا تنتهى إلا حين نكف عن الصراخ،
دول يهود يابنى وصهاينة معندهمش رحمة كانت الضابطة
تفطرنا على الضرب لمدة 3 ساعات قبل أن نضع فى جوفنا أى لقمة
ومن استيقاظنا لمدة 3 ساعات من الضرب المتواصل
تعطى لنا راحة لمدة ساعتين،
بعدها يقومون بتوثيقنا بالحبال ولا يفكون الحبال التى يضعونها
فى الأقدام والأرجل فقط فى الأيدى يفكونها حين ننام..
كان لكل منا صفيحة لقضاء الحاجة
ولم يسمحوا لنا بدخول دورات المياه
إلا فى تفتيش الصليب الأحمر الذى جاء لنا بناء
على طلب الرئيس السادات - الله يرحمه -
كنا فى المعسكر، لكى نغيظهم، ننشد القسم وخاصة حين يرددون
إشاعتهم بأنهم من الثغرة سيحتلون القاهرة على يد قائدهم شارون
مصر مصر أمنا وفخرنا وعزنا ومجدنا..
نيلها الحياة ومنة الإله شعبها الأبى وجيشها فداه..
يا بنى الهرم إن جيشكم أقسم القسم
يطرد الطغاة ويهزم البغاة"،
وكان هذا النشيد الذى نردده فى الخيام التى نصبوها لنا
تصيبهم بالغضب.. بعدها جاء الأمر بتبادل الأسرى
ليحملونا إلى مصر ومنها إلى بلدى فى قرية الشيخ على بمحافظة قنا
لأصاب لمدة عام بتعب شديد وهلوسات عنيفة..
إلى الآن الضابطة الشقراء تأتى لى فى المنام كشبح وعفريته
توجه لى العذاب لأقوم من مناماتى فزعاً
يصمت محمد إسماعيل ثم يستطرد : "يكفى أننى
زرعت كرههم فى قلوب أحفادى يكفى بالحكاوى والقصص
وما تركوه فى جسدى من حقن وآثار ضرب جعلت الجميع يكرههم
ووصيتى دائماً اكرهوهم فهم لن يستحقوا الحب أبداً
لكم مني كل الحب